معاينة

خمسة أمراض خطيرة يتسبب بها التلوث الضوئي

alt=

كنا نعرف أن الإضاءة الاصطناعية تهدد التنوع البيولوجي بإزعاجها الشديد للطيور والحشرات، لكن ما لم يكن في الحسبان هو عواقبها الخطيرة على صحة الإنسان، فما هي تلك العواقب؟
للرد على هذا السؤال، اختارت صحيفة لوباريزيان خمسة أنواع من الخلل تصيب جسم الإنسان بسبب التلوث الضوئي.

أولا، اضطرابات النوم: فلو وضعنا جانبا ما هو بديهي من تسبب الضوء في حرمان الشخص أحيانا من النوم، وذلك أمر سيئ بالفعل، فإن ثمة أمرا آخر مهما للغاية، إذ إن الأضواء الاصطناعية تربك أيضا إنتاج هرمون مهم للغاية يحتاج الجسم إلى الظلام كي يفرزه.

وتنقل لوباريزيان في هذا الإطار عن باتريس بورجين الباحث بالمعهد الفرنسي للبحث العلمي قوله “الضوء الصناعي يمكن أن يغير من إيقاعنا الحيوي اليومي وساعتنا البيولوجية وأن يمنع إنتاج الميلاتونين الذي لا يفرز إلا ليلا فقط ” ويعرف الميلاتونين بهرمون النوم، وهو المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي في الكائنات الحية.

ثانيا، مشاكل في الرؤية: وهنا تشير الصحيفة إلى ظاهرة أصبحت منتشرة في السنوات الأخيرة وهي استخدام مصابيح LED (أل أي دي) لأسباب اقتصادية إذ إنها قليلة الاستهلاك نسبيا للطاقة، كما تستخدم نفس التقنية في الشاشات والحواسيب والهواتف.

وتستغرب الصحيفة سبب عدم إخضاع تقنية LED المذكورة لدراسة معمقة رغم ضررها البالغ، على حد تعبير لوباريزيان.

وتنقل هنا عن ماري دوكرو رئيسة الرابطة الوطنية لحماية السماء والبيئات الليلية قولها إن نداءات أطلقت منذ عام 2010 للتحذير من ضوء المصابيح الأزرق بسبب تأثيره على شبكية العين خاصة صغار السن، أما كبار السن فإن هذا الضوء وما ينتج عنه من وهج يتسبب لهم في مخاطر كبيرة خصوصا وقت التنقل.

ثالثا، السرطانات: ففي عام 2011، نشرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) دراسة حول أنماط العمل المسؤولة عن تغيير في الإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية) للشخص مثل العمل الليلي، ونعتتها بأنها عامل محتمل للتسبب في السرطان.

ونقلت الوكالة عن باحثين في هذا المجال قولهم “قمع مستويات الميلاتونين خلال الليل يمكن أن يتسبب في نمو أورام سرطانية مرتبطة بالهرمونات”.

رابعا الاكتئاب: وهنا تنقل لوباريزيان عن بورجين قوله “على الرغم من أن الاكتئاب يختلف حسب الأشخاص ومدى استعدادهم له، فإن التحول في الإيقاعات الحيوية ربما كان سببا له”.

خامسا مرض السكري: فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن انخفاض مستويات الميلاتونين أثناء الليل يضاعف خطر الإصابة بالسكري بنسبة 2.17 مرة، والواقع أن اضطرابات النوم بشكل عام يمكن أن يكون لها تأثير على مرض السكري والسمنة.

ويلفت اتحاد مرضى السكري إلى أن “الدراسات تشير إلى أن قلة النوم تتسبب في اختلال نظام عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، مما ينتج عنه انخفاض بنسبة 50% في عمل الأنسولين وانخفاض بنسبة 30% في كمية الأنسولين المنتج، وتهيئة أرض خصبة للإصابة بالسكري أو لتفاقم المرض ذاته إن كان الشخص مصابا به في الأصل”.

Exit mobile version